أطفال غزة تحت الحصار

الحصار الاسرائيلي الظالم على قطاع غزة حوَّل حياة الفلسطينيين هناك الى جحيم، لكنَّ أطفال غزة هم الضحية الأكبر لهذا الحصار، وحالهم هو الأسوأ على الاطلاق، ورغم ذلك فلم يكتفِ الاسرائيليون أبداً بهذا الحصار، وتلك الآثار، حيث قصفوا الأسبوع الماضي مدرسة أطفال وقتلوا معلماً بين تلاميذه! حسب دراسة أكاديمية أجراها رئيس قسم علم النفس في الجامعة الاسلامية بغزة فان 93% من الأسر الفلسطينية بالقطاع تخلوا عن المتطلبات المعيشية اليومية مما أثر بصورة سلبية مباشرة على حياتهم، وهو ما يعني على أرض الواقع أن حياة الأطفال في تلك الأسر انقلبت رأساً على عقب، وهي اليوم مهددة بالكامل. هؤلاء الأطفال يشكلون الجانب المنسي في هذا الحصار الظالم، لكنهم المحور الأهم الذي يعاني يومياً من تأثيراته، وربما كان هؤلاء الأطفال هدفاً رئيسياً معلناً لاحكام الحصار على أبناء غزة، فاسرائيل معنية بضرب ثروتنا الوحيدة وهم أجيالنا القادمة، ومعنية تماماً بضرب صمودنا بأن ترينا أطفالنا يتضورون جوعاً دون أن نملك ولو كوباً واحداً من الحليب لهم. ثمة انعكاسات نفسية رهيبة لهذا الحصار الاسرائيلي الظالم على أطفال غزة، فمدارسهم تعطلت اما جزئياً أو كلياً، وبعضهم انضم الى طوابير الباحثين عن عمل لسوء الأوضاع الاقتصادية بدلاً من الالتفات لتعليمهم، وثمة من يواجه اليوم متاعب صحية أو اعاقات حركية خلفها له الاحتلال، فضلاً عن مشاهد الشهداء والدماء التي لا تغيب عن أعين هؤلاء الأطفال ولو ليوم واحد. أطفال غزة تحت الحصار، يعيشون أسوأ أحوالهم، ومن المؤكد أن لا أطفال في هذا العالم تُنتهك حقوقهم بقدر ما يجري في قطاع غزة، فأين الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل؟ ولماذا لا يُحاسب الاسرائيليون على انتهاكها؟ ولماذا لا ينتفض العرب لنصرة الفلسطينيين وأطفالهم وحقوقهم والشرعية الدولية التي لا يتذكرها الغرب الا اذا تهددت مصالحه؟