[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقد آذن ضيفنا الحبيب بالرحيل " وداعـــا رمضـــان "فيما مضى من أيام استقبلنا زائراً كريماً، وضيفاً عزيزاً، وها نحن اليوم قاب قوسين من توديعه،
ها هو هذا الضيف يجمع خيامه، ويطوي أسفاره، ويحمل أمتعته ورحاله، ويلوح لنا بتحية الوداع،
وسيرحل بعد أيام.سيرحل عنا هذا الضيف، وقد أحسن منا فيه من أحسن، وأساء من أساء،
وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم، وبرهم وإحسانهم،
وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم، وشحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى أم
يحول بيننا وبينه هادم اللذات، ومفرق الجماعات.
أيها الأخ المحب للخير.. إن قلوب الصادقين على فراق رمضان لتتقطع، وعيون المحبين بالدموع تدفق،
ولنستمع إلى ابن رجب - رحمه الله - يصف لنا وداع رمضان وفراقه فيقول: "يا شهر رمضان ترفّق،
دموع المحبين تدفّق، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق، عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق،
عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرّق، عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق،
عسى أسير الأوزار يُطلق، عسى من استوجب النار يُعتق".
سترحل يا رمضان والرحيل مرٌّ على الصالحين، يبكون عليه ويسكبون الدموع الغزار؛
فقد كان هو أنيسهم وجليسهم، وبه صفت نفوسهم، وسمت أخلاقهم، فحُقَّ لهم أن يبكوا عليه.
أخي.. قبل أن يرحل رمضان قف مع نفسك وقفة صادقة للمحاسبة، وتأمل حالك،
وأسال نفسك: يا ترى لو مت الآن أين سأكون في الجنة أم في النار؟
يا ترى هل غُفر لي في رمضان أم خبت وخسرت؟
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين بذروا خيراً ففازوا في الدنيا والآخرة،
ونسأله سبحانه أن يعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وجميع المسلمين والمسلمات من النار،
وأن يتقبل منا الصلاة والصيام، وصالح الأقوال والأعمال، وأن يعيننا على طاعته بعد رمضان،
وأن يجبر قلوب على فراق رمضان، وأن يجعله شاهداً لنا لا علينا،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]